ملخص المقال
أول ما يلفت نظر الآخرين إليك هو مظهرك، وكلما كان مظهرك منسقًا ومرتبًا وجذابًا كلما حظيت بدرجة أكبر من الاهتمام الذي ربما ينبني عليه الاحترام أو لا ينبني حسب طبيعة المقاييس عند الأفراد والمجتمعات المختلفة كما سنذكره...
الكثير من الناس يحترمك لكون مظهرك جذابًا، ملابسك منسقة وجميلة، قوامك رائع، شعرك مهذب.... إلى غير ذلك من الصفات التي تظهر للآخرين للوهلة الأولى، أو كما يقولون من أول نظرة، ومن ثَمَّ يبني هذا الصنف من الناس احترامهم لك وتقديرهم لشخصك بناءً على هذا الأمر، بل ربما يعرف الكثيرون مستوى الثراء أو الفقر الذي أنت عليه من نوع السيارة التي تمتلكها او الهاتف الذي تحمله أو حتى من نوع الحذاء الذي تلبسه...!!
نوع آخر من الناس لا يعير المظهر كثير اهتمام لكنه يسأل عن نوع التعليم الذي حصلت عليه وبقدر علوّ الشهادة ونوعها ورفعتها ومكانتها عند الناس بقدر ما تعلو في نظره وتسمو في تصوره...
نوع ثالث من الناس لا يهتم كثيرًا بالمظهر ولا بنوع التعليم ولكن يشغله كثيرًا العائلة التي تنتمي إليها هل هي عائلة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة؟ كم عدد الكبراء والوزراء من عائلتك أم أنه ليس لك قريب في هذا الوسط؟
وبناءًا على حجم العائلة ومكانتها يكون حجم الاحترام لك، وكنت أعتقد أن هذه الفئة قد عفا عليها الزمن ولكني وجدت أنه لا زال منها بقايا يعيشون بيننا...
أما النوع الذي أحترمه كثيرًا وأقدّره فهو هذا النوع الذي لا ينظر إلى أيٍ من العوامل السابقة منفردًا، وليس من العوامل السابقة ما يتصدر عنده قائمة الاحترام بل إنه يحترم الآخرين بقدر ما عندهم من الأخلاق الحميدة والصفات الجميلة...
وهذا هو المقياس الحقيقي والأهم - من وجهة نظري - والذي ينبغي أن يكون عليه الجميع وإن كان هذا من الصعوبة بمكان...
ولا بأس أن يضاف إلى الأدب والأخلاق المظهر الحسن الجميل فإن الله جميل يحب الجمال، كما أنه لا بأس على الإنسان أن يحاول أن يكون على قدر من العلم ويحصّل من الدرجات العلمية ما يرتفع به شأنه في الدنيا والآخرة...
وإذا أضيف إلى ذلك كله شرف العائلة فلا بأس شرط ألا يكون ذلك مدعاة إلى التكبر والاستعلاء على الناس فإنه "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ما أود أن أؤكد عليه كثيرًا هو ألا يكون تقديرنا للناس واحترامنا لهم مبنيًا على مجرد المظهر أو نوع التعليم أو حجم العائلة فحسب بل لا بد من الأخلاق الحسنة الحميدة التي يكون الإنسان دونها من التفاهة بمكان...
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمِّمَ مكارم الأخلاق".
وقد كان صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليًا للأخلاق الحميدة والصفات الجميلة ووصفه الله تعالى بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
التعليقات
إرسال تعليقك