ملخص المقال
كان أبو زرعة الرازي أحد الأئمة المشهورين، والأعلام المذكورين، والحفاظ المتقنين، كما كان أحد الأئمة في علم الحديث، وأعلم الناس بحديثَ مالك بن أنس
نسب أبو زرعة الرازي ومولده
هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي[1]، أحد الأئمة المشهورين، والأعلام المذكورين، والجوالين المكثرين، والحفاظ المتقنين[2]، كما كان أحد الأئمة في علم الحديث، وأعلم الناس بحديثَ مالك بن أنس[3]، ولد بعد نيف ومائتين[4]، وقيل: ولد سنة 190هـ، وقيل: سنة 200هـ[5].
وكان أبو زرعة الرازي إمامًا ربانيًا، متقنًا، حافظًا، مكثرًا صادقًا[6]، قال عن نفسه: أحفظ مائتي ألف حديث، كما يحفظ الإنسان: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1][7]، وقد أثنى عليه كثير من العلماء الأجلاء منهم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وكان أبو زرعة تلميذ لهما وأخذ عنهما، فكانا يعظمانه ويثنيان عليه بالحفظ والفضل والقيام بالسنة، وكان أحمد بن حنبل يدعو له[8]، وقد روى عن أبو زرعة من الحفاظ والمحدثين خلق كثير، منهم الإمام مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه[9].
ثناء العلماء على أبو زرعة الرازي
قال أبو حاتم: حدثني أبو زرعة وما خلف بعده مثله علمًا وفقهًا وفهمًا وصدقًا، وهذا ما لا يرتاب فيه، ولا أعلم من المشرق والمغرب من كان يفهم هذا الشأن مثله، ولقد كان من هذا الأمر بسبيل[10]، وقال أحمد بن حنبل: ما جاوز الجسر أحد أحفظ من أبي زرعة[11]،. وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه أحدًا، وقال عمرو بن سهل بن صرخاب: ما ولد في خمسين ومائة سنة مثل أبي زرعة[12]، قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحفظ من أبي زرعة الرازي، وقال إسحاق بن راهوية: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي فليس له أصل[13]، وقال محمد بن يحيى النيسابوري: لا يزال المسلمون بخير ما أبقى الله عزوجل لهم مثل أبي زرعة، وما كان الله عزوجل ليترك الارض إلا وفيها مثل أبي زرعة يعلم الناس ما جهلوه[14]، وقال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا في الحديث مع الدين والورع والمواظبة على الحفظ والمذاكرة وترك الدنيا وما فيه الناس[15].
وفاة أبو زرعة الرازي
توفي أبو زرعة الرازي بمدينة الري في سنة 264 هـ= 878م[16]، وقيل: مات سنة 268هـ[17]، وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول "مات أبو زرعة مطعونًا مبطونًا يعرق الجبين منه في النزع"، وقد صار للبيت ضجة ببكاء من حضر[18].
[1] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، تحقيق: دكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1422هـ= 2002م، 12/ 33.
[2] المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: دكتور: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1400هـ= 1980م، 19/ 89.
[3] ابن عبد البر: الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى، تحقيق وتخريج: عبد الله مرحول السوالمة، دار ابن تيمية للنشر والتوزيع والإعلام، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1405هـ= 1985م، 1/ 642.
[4] الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ= 1985م، 13/ 65.
[5] الذهبي: تاريخ الإسلام، دكتور بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003 م، 6/ 361.
[6] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، 12/ 33.
[7] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 13/ 68.
[8] ابن عبد البر: الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى، 1/ 642.
[9] الذهبي: تاريخ الإسلام، 6/ 361.
[10] المزي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، 19/ 95.
[11] الذهبي: تاريخ الإسلام، 6/ 363.
[12] ابي حاتم: الجرح والتعديل، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد الدكن، الهند، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1/ 329.
[13] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 13/ 70، 71.
[14] ابي حاتم: الجرح والتعديل، 1/ 329، 330.
[15] ابن حبان: الثقات، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند، الطبعة الأولى، 1393ه= 1973م، 8/ 407.
[16] الذهبي: تاريخ الإسلام، 6/ 366.
[17] ابن حبان: الثقات، 8/ 407.
[18] تاج الدين السبكي: طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي، عبد الفتاح محمد الحلو، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1413هـ= 1/ 64.
التعليقات
إرسال تعليقك