ملخص المقال
فخر الدين المارديني، كان إمام أهل الطب في وقته، وأوحد زمانه في العلوم الحكمية، قوي الذكاء فاضل النفس محبًّا للخير متقنًا للغة متفننًا في العربية.
نسبه ومولده
هو الإمام فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن بن عبد الساتر الأنصاري المارديني، كان إمام أهل الطب في وقته، وأوحد زمانه، وعلامة وقته في العلوم الحكمية، قوي الذكاء فاضل النفس جيد المعرفة بصناعة الطب محاولًا لأعمالها كثير التحقيق نزيه النفس محبًا للخير متقنًا للغة متفننًا في العربية، أصل أجداده من القدس، ومولده في ماردين سنة 512هـ= 1118م.
نشأته ورحلاته العلمية
نشأ فخر الدين في ماردين، وأخذ الطب عن أمين الدولة ابن التلميذ، والفلسفة عن النجم أحمد بن الصلاح، وانتقل إلى دمشق في أواخر عمره، وتحديدًا في سنة سبع وثمانين وخمسمائة وأقرأ بها الطب، وكان له مجلس عام للتدريس..
ولم يزل الشيخ فخر الدين المارديني مقيمًا بدمشق إلى آخر شهر شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، حيث توجه عائدًا إلى بلده، ولكن وهو في طريقه أرسل إليه بحلب الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين واستحضره وأعجبه كلامه فطلب أن يقيم عنده وأطلق له مالًا كثيرًا وأنعم عليه وكان عظيم المنزلة عنده، وقد بقي فخر الدين في خدمته نحو سنتين ثم سافر إلى ماردين.
وفاته
توفي فخر الدين المارديني سنة (594هـ= 1198م) بمدينة آمد [1]، وله من العمر اثنان وثمانون سنة، ووقف جميع كتبه في ماردين، وقيل: عند موته لما أحس بالموت لم يزل يذكر الله تعالى ويمجده ولم يفتر عن ذلك إلى حين قضى، وكان آخر شيء قاله: «اللهم إني آمنت بك وبرسولك» [2].
[1] أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرًا وأشهرها ذكرًا. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار الفكر، بيروت، 1/ 56.
[2] ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق: الدكتور نزار رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، ص402- 403، والزركلي: الأعلام،6/ 205.
التعليقات
إرسال تعليقك