ملخص المقال
كان ابن واجب من أعظم الناس عناية بالرواية ولقاء الشيوخ، كامل الاشتغال بالحديث حافظًا له متسع الرواية، كما كان عالي الإسناد، له بهذا الشأن عناية.
هو الشيخ، الإمام، العالم، المحدث المتقن، القدوة، شيخ الإسلام، أبو الخطاب أحمد بن محمد ابن الإمام أبي حفص عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي، الأندلسي، البلنسي، المالكي[1]، من أهل بلنسية، ومولده بها سنة 537هـ= 1142م[2].
قال ابن ناصر: " كان بشرق الأندلس حامل راية الرواية عالي الإسناد بالغ الشأو في الدراية، له بهذا الشأن عناية"[3].
وقال الحافظ ابن الأبار: تعلم اللغة العربية، وكان متقنًا، ضابطًا، متقللًا من الدنيا، عالي الإسناد، ورعًا، قانتًا، تعلوه خشية للمواعظ، مع عناية كاملة بصناعة الحديث، وبصر به، وذكر لرجاله، ومحافظة على نشره، وجمع من كتب الحديث والأجزاء شيئا كثيرًا[4]، ثم قال: فصار لا يعدل به أحد من أهل وقته عدالة، وجلالة، وسعة أسمعة، وعلو إسناد، وصحة قول وضبط إلى تقلب في العليا، وتقلل من الدنيا، مع رسوخ في الدين والورع، تخنقه العبرة للرقائق، وتعلوه الخشية عند المواعظ. ولي القضاء ببلنسية وشاطبة حقبا عدة، وأوقاتا مختلفة. فما نقمت عليه سيرة، ولا وقعت به استرابة، سوى حدة متعارفة منه، وذكره ابن الزبير فقال: كان رحمه الله على سنن المتقين، من فضلاء المحدثين، وعدول القضاة، وبقايا الشيوخ الجلة، من أهل العلم والفضل والدين[5].
وفي الديباج: " كان من أعظم الناس عناية بالرواية ولقاء الشيوخ، كامل الاشتغال بالحديث حافظاً له متسع الرواية"[6].
توفي رحمه الله بمدينة مراكش سنة 614هـ= 1217م وهو ابن سبع وسبعين سنة، له مصنفات منها: استدراكات على معجم الشعراء للمرزباني، ومختصر لكتاب ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات، رتبه ترتيبًا حسنًا واختصر كتاب أبي (الفصل للوصل المدرج في النقل) والمكمل في بيان المهمل، كلاهما ل أبي بكر الخطيب، وكتب كثيرًا بخطه[7].
[1] الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ= 1985م، 22/ 44.
[2] الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 1/ 217.
[3] عبد الحي الكتاني: فهرس الفهارس، تحقق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي- بيروت، 2/ 1123.
[4] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 22/ 45
[5] النباهي: تاريخ قضاة الأندلس، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة، 1403هـ -1983م، ص116.
[6] عبد الحي الكتاني: فهرس الفهارس، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي- بيروت، 2/ 1123.
[7] ابن الأبار: التكملة لكتاب الصلة، تحقيق: عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة، لبنان، 1415هـ= 1995م، 1/ 96، والزركلي: الأعلام، 1/ 217.
التعليقات
إرسال تعليقك