ملخص المقال
كان أصبغ المهري فاضلًا محققًا عالـمـــًا بالحساب والهندسة والهيئة والفلك، كما كان له عناية بالطب.
هو المهندس الغرناطي أصْبَغُ بن محمد بن أصبغ بن السِّمْح المَهْريّ القرطبي، من أهل قرطبة، يكنى أبا القاسم، ولد في سنة 361هـ= 972م، كان فاضلًا محققًا عالـمـــًا بالحساب والهندسة والهيئة والفلك، كما كان له عناية بالطب.
خرج من قرطبة بلده وانتقل إلى غرناطة واستقر بها في كنف حاكمها حينذاك حبوس بن ماكسن الصنهاجي الذي موّله فتحسن حاله وأصبح ذو نعمة واسعة حتى صار من مفاخر أهل الأندلس، ومن أهل البراعة والمعرفة الكاملة بالعدد والهندسة والمهارة في صناعة الطب وعلم النجوم حيث تتلمذ على يد العالم مسلمة بن أحمد المرجيطي وهو كبير تلاميذه.
مدحه ابن فضل العمري في كتابه مسالك الأبصار قائلًا: "حكيم ترفع له المبار، وطبيب تدفع به المضار، قيّم بتركيب الأدوية، وتفاضل التفضيل والتسوية، أحيا الله به القوى الحيوانية، وحفظ النفس الإنسانية، سلك بنظره في الأبدان، وملك ما ليس لأحد به يدان، ونظر في تفاريق العضل، وتفاريع ما كفى من الأغذية وفضل، واستدلّ بالنبض على ما وراءه، وعرف دواءه على الحقيقة وداءه، بحدس صحيح حصر حتى ضيّق المجاري واتساعها، وانحطاط الدرجات في الأدوية وارتفاعها، إلى غير ذلك من أسباب في علوم، وحساب، ونجوم، وأمور كان بها يقوم".
توفي أصبغ المهري في غرناطة سنة 426هـ= 1035م وهو ابن ست وخمسين سنة، وله العديد لمن المؤلفات والمصنفات، منها: كتاب المدخل إلى الهندسة، وكتاب ثمار العدد ويعرف بالمعاملات، وكتاب في الأسطرلاب[1]، وكتاب تفسير كتاب إقليدس، وكتاب كبير في الهندسة[2].
[1] الأسطرلاب: جهاز استعمله المتقدمون في تعيين ارتفاعات الأجرام السماوية ومعرفة الوقت والجهات الأصلية، وبمعنى أخر آلة لرصد المسافة الفاصلة بين الكواكب ومواقعها ورصد ساعات الليل والنهار.
[2] ابن الأبار: التكملة لكتاب الصلة، تحقيق: عبد السلام الهراس، دار الفكر للطباعة، لبنان، 1415هـ= 1995م، 1/ 170، 171، ابن أبي أصبيعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق: الدكتور نزار رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، ص483، 484، والذهبي: تاريخ الإسلام، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003م، 9/ 416، وابن فضل العمري: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، المجمع الثقافي، أبو ظبي، الطبعة الأولى، 1423هـ، 9/ 257، 258، وحاجي خليفة: سلم الوصول إلى طبقات الفحول، تحقيق: محمود عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة إرسيكا، إستانبول، تركيا، 2010م، 1/ 335، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 1/ 333.
التعليقات
إرسال تعليقك