ملخص المقال
عبد الله ابن الحذاء: باحث أندلسي، ومن العلماء بفقه الحديث والتاريخ والأدب، كان محدثًا فقيهًا وخطيبًا بليغًا عارفًا بفنون الأدب بارعًا بهًا.
عبد الله ابن الحذاء.. نسبه ومولده
هو محمد بن يحيى بن أحمد التميمي، أبو عبد الله، المعروف بابن الحَذَّاءِ: باحث أندلسي، ومن العلماء بفقه الحديث والتاريخ والأدب، وهو من أهل قرطبة، كان مولده سنة 347هـ= 958م [1]، كان محدثًا فقيهًا وخطيبًا بليغًا عارفًا بفنون الأدب بارعا بهًا، له معرفة تامة بعلم التعبير [2].
عبد الله ابن الحذاء.. ورحلته في طلب العلم
طلب عبد الله بن الحذاء العلم في سن مبكر، وقد كانت له مكانة خاصة عند شيخه القاضي أبي بكر بن زرب، فقد أدنا مكانه واستحثه على طلب العلم من صغره، وهو ابن أربعة عشر عامًا، وتفقه معه في الرأي والأحكام، وعقد الوثائق وطلب العلم من تاريخ سنة اثنتين وستين وثلاث مائة.
وقد لقي عبد الله بن الحذاء كثير من شيوخ الأندلس، ثم رحل إلى القيروان وتفقه على أحد شيوخها، ورحل إلى مصر فتعلم عند كبار علمائها، وحجّ، وفي مكة سمع غير واحد، وانصرف فبقي بمصر والقيروان مستكثرًا من مشايخه، متفقهًا عندهم في الحديث والمذهب، وعاد إلى الأندلس، وارتفعت طبقته في العلم، وولّاه السلطان خطة الوثائق والشورى والقضاء، بغير جهة، كإشبيلية وبجانة، وقرطبة، وخرج عن قرطبة وتولى القضاء بمدينة تطيلة، ثم نقل منها إلى قضاء مدينة سالم، وحدث هناك، ثم استوطن سرقسطة [3].
عبد الله ابن الحذاء.. مصنفاته ومؤلفاته
ألف عبد الله بن الحذاء العديد من الكتب منها: كتاب الاستنباط لمعاني السنن والأحكام من أحاديث الموطأ، وكتاب التعريف برجال الموطأ، وكتاب البشرى في تأويل الرؤيا، وكتاب الخطب والخطباء، وكتاب الأنباء على أسماء الله تعالى [4].
عبد الله ابن الحذاء.. وأقوال العلماء فيه
مدح كثير من العلماء والمؤرخين عبد الله بن الحذاء واثنوا عليه، قال عنه قال أبو علي الغساني: كان أبو عبد الله بن الحذاء أحد رجال الأندلس فقهًا، وعلمًا، ونباهة، متفننًا في العلوم يقظًا، ممن عني بالآثار وأتقن حملها وميز طرقها وعللها، وكان حافظًا للفقه، بصيرًا بالأحكام إلى أن علم الأثر كان أغلب عليه، وقال ابنه أبو عمر بن محمد: كان لأبي رحمه الله علمٌ بالحديث، والفقه، وعبارة الرؤيا [5].
قال أبو عبد الله الخولاني: كان من أهل العناية بالعلم، متقدمًا في الفهم والنّبل، وكان من النقاد يشبه المتقدمين في حذقهم وسيرهم [6]، وقال الذهبي: كان فقيهًا مالكيًا عارفًا بالمذهب، بارعًا في الحديث والأثر [7].
قال ابن عفيف: كان أبو عبد الله هذا فقيهًا عالـمـًا حافظًا، متفننًا في الأدب، حافظًا للرأي، مميزًا للحديث ورجاله، بصيرًا بالوثائق، مرسلًا بليغًا، وكان خطيبًا مجيدًا، ومعبرًا من أبصر الناس بذلك، محسنًا حسن المشاركة للناس وغلب عليه الحديث، فبذّ في علومه أهل زمانه [8].
وفاة عبد الله ابن الحذاء
توفي عبد الله بن الحذاء بمدينة سرقسطة يوم السبت قبل طلوع الشمس لأربع خلون من شهر رمضان سنة 416هـ= 1025م، وعهد أن يدخل في أكفانه كتابه المعروف بالأنباء على أسماء الله، فنثر ورقه وجعل بين القميص والأكفان نفعه الله بذلك [9]، وكان حينذاك ابن سبعين سنة [10].
[1] الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 7/ 136.
[2] الحموي: معجم الأدباء، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1414هـ= 1993م، 6/ 2676.
[3] القاضي عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، تحقيق: سعيد أحمد أعراب، مطبعة فضالة، المحمدية، المغرب، الطبعة الأولى، 8/ 6، 7، وابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، مكتبة الخانجي، الطبعة الثانية، 1374هـ= 1955م، ص479، 480.
[4] القاضي عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، 8/ 7.
[5] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، ص479.
[6] القاضي عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، 8/ 7.
[7] الذهبي: تاريخ الإسلام، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 2003م، 9/ 275.
[8] القاضي عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، 8/ 5، 6.
[9] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، ص480، والزركلي: الأعلام، 7/ 136.
[10] القاضي عياض: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، 8/ 8.
التعليقات
إرسال تعليقك