ملخص المقال
من أمثلة الأخوين من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعتبة بن مسعود هما أخوان، زيد بن ثابت ويزيد بن ثابت هما أخوان، عمرو بن العاص، وهشام بن العاص أخوان.
عبد الله بن مسعود وعتبة بن مسعود
عبد الله بن مسعود: هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، من كبار الصحابة فضلًا وعقلًا وقربًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، كان خادم رسول الله الأمين، وصاحب سره، ورفيقه في حله وترحاله وغزواته، تولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيت مال الكوفة، ثم قدم المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها سنة 32هـ= 653م عن نحو ستين عامًا، وقد روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثمانمائة وثمانية وأربعين حديثًا[1].
عتبة بن مسعود: وهو عتبة بن مسعود الهذلي، يكنى أبا عبد الله، هاجر مع أخيه عبد الله إلى الحبشة الهجرة الثانية، وقدم المدينة، وشهد غزوة أُحد وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات عتبة بن مسعود بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وبكى عليه أخوه عبد الله، فقيل له: أتبكي؟ قال: نعم، أخي في النسب، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب الناس إلي، وقيل: أن عتبة توفي سنة أربع وأربعين، فعلى هذا يكون موته بعد أخيه، لا قبله[2].
زيد بن ثابت ويزيد بن ثابت
زيد بن ثابت: هو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، أبو خارجة: من كبار الصحابة، كان من كتَّاب الوحي، ولد في المدينة سنة 11ق هـ= 611م، نشأ بمكة وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، وتعلم وتفقه في الدين، واعتمد عليه أبو بكر وعمر وعثمان في جمع القرآن، وكان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض. وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا سافر، وتوفي بالمدينة سنة إحدى أو اثنتين أو أربع أو خمس أو ست وخمسين وقيل سنة خمسة أو ثمان وأربعين وصلى عليه مروان وارتجت المدينة لموته وكثر البكاء عليه له في كتب الحديث اثنين وتسعين حديثًا[3].
يزيد بن ثابت: وهو يزيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الأنصاري، أخو زيد بن ثابت وكان أكبر منه سنًا، كان من أمناء الأنصار وقرائهم، قيل: إنه شهد غزوة بدر، وقيل: بل شهد غزوة أُحد، ورُمي بسهم في معركة اليمامة فمات شهيدًا في الطريق وهو راجعًا سنة ثنتي عشرة في خلافة أبى بكر رضه الله عنهما[4].
عمرو بن العاص وهشام بن العاص
عمرو بن العاص: وهو عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أبو عبد الله: فاتح مصر، وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم، ولد في سنة 50ق هــ= 574م، و كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام، وأسلم في هدنة الحديبية، وولاه النبي صلى الله عليه وسلم إمرة جيش " ذات السلاسل " وأمده بأبي بكر وعمر، ثم استعمله على عمان، ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الذي افتتح قنسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية، وولاه عمر فلسطين، ثم مصر فافتتحها، وعزله عثمان، ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية كان عمرو مع معاوية، فولاه معاوية على مصر سنة 38هـ، توفي بالقاهرة سنة 43هـ= 664م، وله في كتب الحديث 39 حديثًا.
هشام بن العاص: هو هشام بن العاص بن وائل بن هشام: صحابي، أخو عمرو بن العاص، أسلم بمكة قديمًا، وهاجر إلى بلاد الحبشة في الهجرة الثانية، ثم عاد إلى مكة حين بلغته هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، يريد اللحاق به، فحبسه أبوه وقومه بمكة فأقام إلى ما بعد وقعة " الخندق " ورحل إلى المدينة، فشهد الوقائع، وقتل في أجنادين سنة 13هـ= 634م، وقيل: في اليرموك، وكان صالحًا شجاعًا.
أنس بن مالك والبراء بن مالك
أنس بن مالك: هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري الخزرجي الأنصاري، وكنيته أبو ثمامة، أو أبو حمزة: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، وروى عنه رجال الحديث 2286 حديثًا، كان مولده بالمدينة سنة 10 ق هـ= 612م، وأسلم صغيرًا، وخدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض، ثم رحل إلى دمشق، ومنها إلى البصرة، فمات فيها، واختلف في وفاته والمشهور إنه توفي سنة 93هـ= 712م، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة.
البراء بن مالك: هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري الخزرجي: صحابي، أخو أنس ابن مالك لأبيه وأمه، شهد غزوة أُحد وما بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شجاعًا مقدامًا قتل مائة شخص مبارزة فقط عدا من قتل في المعارك، وفي معركة اليمامة جُرح بضعًا وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة ثم برأ من جراحه، استشهد يوم فتح مدينة "تستر" من بلاد فارس، وكانت وفاته على الأرجح سنة20هـ= 641م، وكان حسن الصوت يحدو بالنبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره، فكان هو حادي الرجال.
علي بن أبي طالب وجعفر ابن أبي طالب
علي بن أبي طالب: هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن: أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وابن عم النبي وصهره، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء بالقضاء، وأول الناس إسلامًا بعد خديجة. ولد بمكة سنة 23 ق هـ= 600 م، وربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، تولي الخلافة بعد مقتل عثمان ابن عفان سنة 35هـ، واستشهد 17 رمضان سنة 40هـ= 661م على يد عبد الرحمن بن ملجم.
جعفر بن أبي طالب: هو جعفر بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب بن هاشم: يقال له جعفر الطيار، وهو أخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان أسن من علي بعشر سنين، وهو من السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، فلم يزل هنالك إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فقدم عليه جعفر، وهو ب خيبر سنة 7هـ، وحضر موقعة مؤتة سنة 8هـ= 629م ونزل عن فرسه وقاتل، ثم حمل الراية وتقدم صفوف المسلمين، فقطعت يمناه، فحمل الراية باليسرى، فقطعت أيضًا، فاحتضن الراية إلى صدره، وصبر، حتى وقع شهيدًا وفي جسمه نحو تسعين طعنة ورمية، فقيل: إن الله عوضه عن يديه جناحين في الجنة.
عقيل بن أبي طالب: هو عقيل أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وكنيته أبو يزيد: أعلم قريش بأيامها ومآثرها ومثالبها وأنسابها، وهو أخو " علي " و " جعفر " لأبيهما. وكان أسن منهما. برز اسمه في الجاهلية، وكان ضمن أربعة في قريش يتحاكم الناس إليهم في المنازعات، وبقي عقيل على الشرك إلى أن كانت غزوة بدر، فأخرجته قريش للقتال كرهًا، فشهدها معهم، وأسره المسلمون، ففداه العباس بن عبد المطلب، فرجع إلى مكة، ثم أسلم بعد الحديبية. وهاجر إلى المدينة سنة 8هـ وشهد غزوة موتة. ولم يسمع له بخبر في فتح مكة ولا الطائف. وثبت يوم حنين، وفاروق أخاه عليا في خلافته، فوفد إلى معاوية في دين لحقه. وعمي في أواخر أيامه. وكان الناس يأخذون عنه الأنساب والأخبار في مسجد المدينة، وتوفي في سنة 60هـ= 680م[5].
[1] الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002 م، 4/ 137.
[2] ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ= 1992م، 3/ 1030، وابن الأثير: أسد الغابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415هـ= 1994م، 3/ 563.
[3] صلاح الصفدي: الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، 1420هـ= 2000م، 15/ 15، 16، والزركلي: الأعلام، 3/ 57.
[4] ابن حبان: مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: مرزوق على إبراهيم، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، الطبعة الأولى 1411هـ= 1991م، ص34، وابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 4/ 1572.
[5] ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ= 1992م، 3/ 1030- 4/ 1572، وابن حبان: مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: مرزوق على إبراهيم، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، الطبعة الأولى 1411هـ= 1991م، ص34، وابن الأثير: أسد الغابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1415هـ= 1994م، 1/ 294- 1/ 363- 3/ 563، وصلاح الصفدي: الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، 1420هـ= 2000م، 15/ 15، 16، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002 م،2/ 24، 25- 2/ 47- 3/ 57- 4/ 137- 4/ 242- 4/ 295- 5/ 79- 8/ 86.
التعليقات
إرسال تعليقك