ملخص المقال
اشتهرت الشيخة سميعة بدقة حفظها للقرآن وعلم القراءات في مصر، وأجازت الكثير من الرجال والنساء في القراءات المختلفة وكان يفد إليها الطلاب من كل مكان
لله عبادًا اختصهم بخدمة كتابه الكريم، فكرثوا حياتهم لخدمته وضحوا بمتع الدنيا من أجل التفرغ إليه، لأنهم أدركوا المعنى الحقيقي لقوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} [البقرة: 121].
لقد أعلنت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم عن وفاة الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة قرآن في مصر، وذلك عن عمر يناهز التسعين عامًا، وقد كانت الشيخة سميعة من حفظة القرآن الكريم، واشتهرت بدقة حفظها للقرآن الكريم وعلم القراءات في مصر والعالم، بل وأجازت الكثير من الرجال والنساء في القراءات المختلفة وكان يفد إليها الطلاب من كل مكان.
والشيخة الراحلة تُعد أحد النماذج التي يمكن وصفها بأنها فقدت بصرها لكنها لم تفقد بصيرتها، فأنار الله لها طريق العلم وحفظ كتابه الكريم، فسخرت حياتها له حتى أنها لم تتزوج، وزاع صيتها في أوسطة العالم الإسلامي مما جعل طلاب العلم يتوافدون عليها من كل مكان.
ولدت الشيخة سميعة بكر البناسي في عام 1930م بقرية أبنهس التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، وكان والدها يعمل نائبًا لعمدة القرية ومن أعيان البلد، وقد وُلدت الشيخة سميعة كفيفة، وعلى الرغم من ذلك حفظت القرآن الكريم في كُتَّاب القرية، وأتمت حفظه وعمرها أحد عشر عامًا.
كانت الشيخة سميعة تتمتع بصوت عذب، مما جعل طلاب العلم من الرجال والنساء والحفظة من أهالي القرية والقرى المجاورة ومن المحافظات المصرية ومن خارج مصر من الدول العربية والآسيوية والأوروبية يتوافدون عليها وينالوا من علمها.
بدأت الشيخة سميعة في عملها كمحفظة للقرآن في عام 1950م، وفى عام 1957م بدأت في الإقراء فمنحت إجازات قرآنية لعشرات النساء والرجال في الإجازات الثلاث (حفص- ورش- حمزة).
ووهبت أقدم محفظة للقرآن الكريم نفسها وحياتها كلها لله تعالى ولخدمة القرآن الكريم، مما جعلها لا تتزوج، وكان يفد إليها طلاب القرآن الكريم من داخل وخارج مصر ليتعلموا على يديها، واستمرت على ذلك حتى وافتها المنية عن عمر يناهز 90 عامًا.
توفيت الشيخة سميعة، في شهر 8 سنة 2020م، وقد نعى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الشيخة سميعة بكر البناسي عند موتها قائلًا: «رحم الله الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن، كانت نموذجًا لامرأةٍ أخلصت النية، ولاقتْ ربها بعد أن كرَّست حياتها لخدمة كتاب الله».
وأضاف شيخ الأزهر: «اللَّهم اجعل القرآن شفيعًا لها، وعاملها بفضلك وكرمك، يا أرحم الراحمين»، كما نعت مشيخة عموم المقارئ المصرية ونقابة محفظي وقراء القرآن الكريم، إلى الأمة الإسلامية والعربية، الشيخة سميعة، وقالت في بيانها: «الراحلة عوضها الله تعالى بنعمة البصيرة عوضا عن نعمة البصر، تلك العابدة الزاهدة التقية النقية الورعة التي وهبت نفسها وحياتها كلها لله تعالى، ولخدمة القرآن الكريم، مما جعلها لا تتزوج، حيث فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها اليوم بعدما نطقت الشهادة».
وقال الشيخ محمد حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية والقائم بأعمال نقيب القراء: "لقد كانت الراحلة الكريمة من أعلم حفاظ القرآن وعلم القراءات في مصر والعالم، ويحسب لها أنها أجازت عشرات من الرجال ومن النساء، في الإجازات الثلاث (حفص- ورش- حمزة)، وكان يفد ويأت إليها طلاب العلم من الرجال والنساء والحفظة من داخل مصر وخارجها ومن الدول العربية والآسيوية والأوروبية ليتعلموا على يديها وينالوا من علمها".
التعليقات
إرسال تعليقك