ملخص المقال
تُعد الشيخة تناظر أقدم قارئة ومحفظة قرآن كريم في الغربية، بل هي واحدة من أهم قراء وحفاظ القرآن الكريم قاطبة.. وسوف نتعرف في هذا المقال على رحلتها الطويلة
بعد عمرٍ امتدَّ بحروفٍ من نور توفِّيت الشيخة تناظر محمد مصطفى النجولي، أقدم قارئة ومحفظة قرآن كريم في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية عن عمر يناهز 97 عامًا، وكانت وفاتها يوم السبت الموافق 9/ 1/ 2021م، وهي واحدة من أهم قرَّاء وحفاظ القرآن الكريم في محافظة الغربية وفي مصر بشكل عام، حيث أخذتْ القرآن عن ثلاثة شيوخ بالقراءات السبع بطريق الشاطبية وعلمته لأجيال متعاقبة من أئمة المساجد ورجال الأزهر الشريف، وتخرج على يدها العديد من الشيوخ الأجلاء والأطباء والمهندسين وجميع المتميزين في أعلام التلاوة الصحيحة.
متى ولدت الشيخة تناظر وكيف نشأت؟
ولدت الشيخة تناظر عام 1924م بقرية الناصرية التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، وقد أصيبت بالحصبة وفقدت بصرها وهي صغيرة، ولكن لم يكن فقدان البصر عائقًا أمامها، بل وكأن الله عوضها بكلامها الذي استضاء به بما قذف في قلبها من نور الحكمة والإيمان.
كيف حفظتْ الشيخة تناظرالقرآن الكريم؟
تقول الشيخة تناظر عن نفسها: بدأتُ الحفظ مع الشيخ عبد اللطيف أبو صالح لكنه كان بدون تجويد، ثم ذهبت للشيخ محمد أبو حلاوة وتعلمت التجويد على يديه ومكثت عنده 15 سنة، وقرأت عليه القراءات السبع إلى سورة يونس، ثم ذهبت للشيخ سيد عبد الجواد وقرأت عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية وقرأت عليه من الدرة إلى سورة التوبة.
الشيخة تناظر أقدم قارئة ومحفظة قرآن كريم
الشيخة تناظر هي امرأة بصيرة بقلبها نشيطة الحركة حاضرة الذهن بكامل حجابها، مستحضرة للقرآن استحضارًا جيدًا متواضعة، كريمة فاضلة، فتحت بيتها للقراءة والإقراء وغرفتها لا تتجاوز مساحتها مترين في مترين تجلس على الحصير وتستمع لمن يقرأ عليها بدون كلل أو ملل، ومن هذه الغرفة الصغيرة المتواضعة جدًا تتزاحم الطالبات عليها للقراءة والتسميع وهي تستمع بكامل وعيها وعقلها وقد تجاوزت الثمانين من عمرها.
يقول الدكتور يحيى الغوثاني: ذهبنا إلى قرية من قرى سمنود وفي تلك الحارات الضيقة وجدنا بيتًا متواضعًا صغيرًا، وعلى باب البيت مجموعة من الأخوات يراجعن القرآن استعدادًا للتسميع فاستأذنا ودخلنا على المقرئة الفاضلة الشيخة: تناظر في غرفتها المتواضعة وإذا بشخصٍ قريبٍ لها يقرأ عليها من "سورة المؤمنون" فاستمعنا إلى أن أكمل السورة، ثم قرأ 20 بيتًا من الجزرية وهي تتابعه بهمَّةٍ عالية، وتسمع كامل ما قرأ، وقد تلفَّعت بحجابها وهي فوق الثمانين.
التعليقات
إرسال تعليقك