التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
حركة باطنية نشأت في إيران في النصف الأول من القرن الثامن عشر، تحت رعاية الاستعمار؛ لإفساد العقيدة الإسلامية وتفكيك وحدة المسلمين.. فما قصة البهائية؟!
هي حركة باطنية نشأت في إيران في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، تحت رعاية الاستعمار الروسي واليهودية العالمية والاستعمار الإنجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية، وإثارة الفتنة بين المسلمين وتفكيك وحدتهم، وبالتالي تسهل السيطرة الاستعمارية على العالم الإسلامي[1].
مؤسس البهائية:
أنشأها حسين علي بن عباس بزرك النوري المازندراني الملَّقب بالبهاء والذي وُلِد في قرية نور من قرى المازندران الإيرانية في (2 من المحرم 1233هـ= 11 من نوفمبر 1817م).
لم يتلقَّ حسين تعليمًا نظاميًّا إنَّما تعلَّم في المنزل، ثم اعتمد على نفسه في المطالعة والقراءة، فقرأ كتب الصوفية والشيعة، وشغف بقراءة كتب فرقة الإسماعيلية، وكتب الفلاسفة القدماء، وتأثر بأفكار البوذية والزرادشتية.
وفي شبابه انضم إلى الدعوة البابيَّة، التي أطلقها علي محمد الشيرازي المعروف بـ"الباب"، الذي ادَّعى لنفسه النبوة والرسالة، والتفَّ حوله الأتباع والدعاة من غُلاة الباطنية، ثم انشق عن البابية بعد أن برز اسمه في صفوفها وصار له أتباع، ولقَّب نفسه باسم "بهاء الله"، وزعم أنه هو الوريث الحقيقي للباب علي محمد الشيرازي الذي أُعدم عام 1850م[2].
وعندما تنامت الدعوة البهائية نفته الخلافة العثمانية عام 1868م إلى عكا؛ فرحب به يهود عكا، وكفلوا له الأموال، وأحاطوه بالرعاية والأمن، من حينها أصبحت عكا مقرًّا للبهائية، ومنطلق دعوته الخبيثة، ولم يكتفِ البهاء بادِّعاء النبوة، بل تجاوزها إلى ادِّعاء الألوهية، وأنه القيُّوم الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وهو الذي بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان!
أصيب البهاء في آخر حياته بالجنون، وهلك بالحمى عن عمر 75 سنة في (2 ذي القعدة 1309هـ= 29 مايو 1892م)، وخَلَفَه ابنه عباس الملقَّب بعبد البهاء[3] وقد كان يعمل حاجبًا لأبيه، فاستأثر بعده بالأمر وأغدق على الجماعة الأموال فأحبُّوه، وقد زار عباس سويسرا وحضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911م، كما استقبل الجنرال اللنبي لما أتى إلى فلسطين بالترحاب؛ ومنحته بريطانيا لقب (سير)، كما زار لندن وأمريكا وألمانيا والمجر والنمسا والإسكندرية للخروج بالدعوة من حيِّز الكيان الإسلامي، فأسَّس في مدينة شيكاغو الأمريكية أكبر محفل للبهائية، ثم هلك في القاهرة عام (1340هـ=1921م).
ماذا بعد البهاء؟
ثم خلف عباس في رئاسة البهائية حفيده شوقي أفندي وهو ابن الرابعة والعشرين من العمر، وسار على نهجه في العمل على نشر هذه الدعوة الخبيثة، ومات بمدينة لندن إثر أزمة قلبية، ودُفِن بها في أرض قدَّمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
ثم في عام 1963م تولى تسعة من البهائيين شئون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدولي من تسعة أعضاء: أربعة من الولايات المتحدة الأمريكية، واثنين من إنجلترا، وثلاثة من إيران.
توجد حاليًّا الغالبية العظمى من البهائيِّين في إيران، وقليل منهم في مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيس[4].
عقيدة البهائية:
ترك البهاء عدة كتب منها (الإيقان)، و(مجموعة اللوائح المباركة)، و(الأقدس) وهو أخطر كتب البهاء؛ حيث ادَّعى أنه ناسخٌ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن، ويعتقد البهائيُّون أنَّ البهاء هو الذي خلق كلَّ شيء بكلمته، ويؤمنون بحلول الله I في البهاء، وأنَّ الثواب والعقاب إنَّما يكونان للأرواح فقط على وجهٍ يُشبه الخيال.
وجعل البهاء الصلاة ثلاث مرات، في كلِّ صلاة ثلاث ركعات، وأبطل الصلاة في جماعة إلَّا في الصلاة على الميت..
وقصر الوضوء على غسل الوجه واليدين وتلاوة دعاءين قصيرين، وجعل الحج إلى مقامه في مدينة عكا، وهو واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمن معين أو كيفية محددة لأدائه..
كما يقدسون العدد 19 فجعلوا عدد الشهور 19 شهرًا، وعدد الأيام 19 يومًا، ويؤمنون بنبوة بوذا وكونفوشيوس وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين..
وينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن، كما ينكرون الجنة والنار، ويحرِّمون الحجاب على المرأة، ويحلِّلون المتعة وشيوعية النساء والأموال[5].
وغير ذلك الكثير من الخرافات والخزعبلات الشيطانية، ولكن أهمها ما أقرَّه من إسقاطٍ لتشريع الجهاد، وتحريم الحرب تحريمًا تامًّا!
البهائية في مصر ورأي الأزهر فيها:
وقد وصلت البهائية إلى مصر في أوائل القرن العشرين بعد أن مهَّد لها الاستعمار السبيل، واتخذوا محافل عديدة استطاعوا من خلالها نشر دعوتهم، ولكن حال دون استفحال خطرهم يقظة علماء الأمة الذين تصدَّوا بقوة لهذه الدعوة الخبيثة من خلال العديد من الخطب والمحاضرات والبيانات التي توضح ضلالات البهائية ومنافاتها لتعاليم الشريعة الإسلامية..
فقد أكَّدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أنَّ الإسلام لا يعترف بالبهائية، وأصدرت فتوى في ديسمبر عام 2003م، تُعلن أن "الإسلام لا يقر أيَّ ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه".
وهذه الفتوى أكدَّت ما أفتى به فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر رحمه الله، بأنَّ البهائية فرقة مرتدَّة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات؛ وذلك لأنَّها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزل الله، وادِّعاء النبوة، بل والألوهية.
والبهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ووضَّح أنَّها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار؛ فهي سليلة أفكار ونِحَل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربًا على الإسلام وباسم الدين.
[1] الموسوعة الألفية: البابية والبهائية، ص1.
[2] محمد أبو زهرة: تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر العربي، ص217.
[3] غالب عواجي: فرق معاصرة 2/672.
[4] أحمد عبد الرحيم: حركات هدامة، دار المنارة - بيروت، ط1، 1416هـ= 1996م، ص71.
[5] الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي - الرياض، الطبعة الرابعة، 1420هـ، 1/412.
التعليقات
إرسال تعليقك