ملخص المقال
كان يحيى بن يحيى القبابي إمامًا فقيهًا واعظًا فصيحًا ذكيًا جيد الذهن مشاركًا في عدة فنون حسن التقرير قادرًا على إيصال المعاني للإفهام.
هو يحيى بن يحيى بن أحمد بن الحسن المحيوي أبو زكريا القبابي، الشيخ العالم المحدث الفقيه الواعظ، ولد سنة 761هـ= 1360م في قرية أشموم الرُّمَّان التابعة لمركز دكرنس محافظة الدقهلية حاليًا.
كان والده خطيبًا ومات عنه صغيرًا فنشأ يتيمًا، وأقام بمدرسة السلطان حسن للأيتام، فقرأ القرآن، وتعلم الحديث والفقه واللغة وأخذ عن كثير من علماء العصر حتى بلغ مبلغًا عظيمًا في العلم مما جعله متفوقًا على أقرانه في شتى العلوم فأذن له بالإفتاء 783هـ.
ثم بعد ذلك رحل على دمشق في سنة 785هـ وأخذ كثيرًا من علمائها وفقهائها فاشتهر فضله وأثنى المشايخ عليه حتى قال عنه أحدهم "ما قدم علينا من مصر مثله" وأُذن له بالإفتاء أيضًا، ثم جلس للتدريس بجامع بني أمية وأقبل عليه الناس، وناظر الفحول وزاحم العلماء فاشتهر أمره واتضح علمه وبان مقداره واشتهر بالفصاحة وحسن الأداء وانتفع به كثير من العامة.
كان يحيى بن يحيى القبابي إمامًا علامة فقيهًا واعظًا فصيحًا ذكيًا جيد الذهن مشاركًا في عدة فنون حسن التقرير قادرًا على إيصال المعاني للإفهام مع لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وقلة الحسد، واستمر في جلوسه للتدريس حتى كف بصره في أواخر أعوامه ومرض فانقطع بمنزله إلى أن توفي في دمشق سنة 840هـ= 1436م، وكثر الأسف عليه وكانت جنازته حافلة[1].
[1] ابن قاضي شهبة: طبقات الشافعية، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ، 4/ 110- 112، والسخاوي: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، دار مكتبة الحياة، بيروت، 10/ 263، 264، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 8/ 176- 177.
التعليقات
إرسال تعليقك