ملخص المقال
كان بابن حجي أحد عقلاء دمشق وخطيبها وفقيهها ومؤرخها، يلقب بمؤرخ الإسلام.
أحمد بن حجي بن موسى بن أحمد السعدي الحُسباني[1] الأصل، الدمشقي، شهاب الدين ابن علاء الدين، الإمام العالم العلامة الحافظ المحقق ذو الخصال الزكية والأخلاق المرضية وشيخ الشافعية، ويعرف بابن حجي، وهو أحد عقلاء دمشق وخطيبها وفقيهها ومؤرخها، يلقب بمؤرخ الإسلام، ولد بدمشق سنة 751هـ= 1413م.
خاض ابن حجي رحلة طويلة في طلب العلم، فقد حفظ القرآن منذ نشأته، وسمع الحديث من علماء كثر وخلائق شتى، وقرأ بنفسه وكتب الكثير، وأخذ الفقه عن والده وغيره من المشايخ والعلماء، وتعلم النحو وغيره من علوم اللغة، وبذلك أصبح بارعًا في الفقه، والعربية، والحديث.
كان ابن حجي معدودًا من فضلاء الشافعية، وقد حدّث ببلده وبالقاهرة الكثير ودرّس وأفتى، وقد ولي خطابة الجامع الأموي بدمشق، وانتهت إليه المشيخة في البلاد الشامية، وكان أشياخه ونظراؤه يثنون عليه كل ذلك مع الدين والصيانة والانجماع على نفسه والملازمة لبيته والحظ من العبادة، حيث كان يكتب على الفتاوى كتابة حسنة وخطه مليح وكان يضرب المثل بجودة ذهنه وحسن إبحاثه، وكان أيضًا حسن الشكل دينًا خيّرًا، له أوراد من صلاة وصيام وعنده أدب كثير وحشمة وحسن معاشرة.
توفي ابن حجي سنة 816هـ= 1413م، وقد صنف كتبًا جليلة، منها: كتاب الدارس من أخبار المدارس احترق غالبه في وقعة التتر، وكتاب جمع المفترق، ومعجم في أسماء شيوخه، وغير ذلك[2].
[1] نسبة إلى حُسبان من أعمال دمشق، انظر: السمعاني: الأنساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الطبعة الأولى، 1382هـ= 1962م، 4/ 154.
[2] التقي الفاسي: ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1410هـ= 1990م، 1/ 304، وابن قاضى شهبة: طبقات الشافعية، تحقيق: د. الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ، 4/ 12، وابن تغري بردي: المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، تحقيق: دكتور محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1/ 261، 27، السخاوي: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1/ 269- 271، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 1/ 110- 111.
التعليقات
إرسال تعليقك