ملخص المقال
اتهم عبد الله الصادق رئيس لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب في السودان ممثلي الحركة الشعبية بالتغيب المتكرر والمتعمد عن هيئته
قصة الإسلام - الجزيرة
اتهم عبد الله الصادق رئيس لجنة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب في السودان ممثلي الحركة الشعبية بالتغيب المتكرر والمتعمد عن هيئته، وهو غياب أقرت به الشعبية واعتبرته أسلوبَ احتجاج، في وقت قال فيه مسئول انتخابي إن هيئته تأمل أن تبدأ خلال 25 يومًا تسجيل من يحق لهم التصويت في استفتاء الانفصال، وسط اتهامات شديدة بين شريكي الحكم.
وقال عبد الله الصادق للجزيرة الاثنين 20 سبتمبر: إن لجنته لن تستطيع قانونا مواصلة عملها بسبب "الغياب المتكرر والمتعمد والجماعي والمفتقد إلى الأعذار"، الذي سيؤثر على أعمالها.
وحسب الصادق يتعلق الأمر بتكتيك من الحركة الشعبية لتأخير ترسيم الحدود بحيث تحوّل القضية إلى التحكيم الدولي.
لكن رياك ديغول ديار عضو الحركة الشعبية في اللجنة المذكورة اتهم الصادق بتسييس الهيئة، وقال إنه يتفادى اتخاذ قرار وإن من حق الجنوبيين التعبير عن مواقفهم والانسحاب لمشاورة مسئوليهم.
وأضاف أن تجاوز الخلافات في اللجنة يجب أن يكون بالتوافق.
وترسيمُ الحدود أحد مواضيعَ عالقة عديدة بين الشمال والجنوب بينها النفط والعملة، قبل 80 يومًا من استفتاء الانفصال.
وإضافة إلى هذه المواضيع العالقة، لمفوضية الاستفتاء مشاكلُها، فلم يعلن عن أعضائها إلا أواخر يونيو ولم يعيّن أمينها العام إلا قبل 18 يومًا، وبعد أشهر طويلة من الخلافات بين شريكي الحكم.
وقال أمين المفوضية محمد إبراهيم خليل أمس لرويترز إنه يأمل أن تستطيع هيئته منتصف الشهر القادم البدء في تسجيل من يحق لهم التصويت. وتوقع أن ينظم الاستفتاء في موعده إذا لم يقع تأخير أو عراقيل أو "تدخلات من جهات مختلفة".
وتسجيلُ الناخبين نفسُه إشكالي، فقد اتهمت الحركة الشعبية المؤتمر الشعبي بالتلاعب بالسجل الانتخابي في اقتراع عام في إبريل الماضي، وتبقي غيرَ واضحة بعدُ المعايير التي ستعتمد في تحديد من هو الجنوبي.
وطالبه بيان عنها أمس بـ"العمل بصورة جادة لإجراء الاستفتاء في موعده ومراعاة معايير النزاهة وحرية الاستفتاء وعدم استخدام بطاقة (ضيق الوقت) التالفة".
كما دعت المؤتمر الوطني إلى "عدم التلكؤ والمماطلة تجاه القضايا المتعلقة بترسيم حدود جنوب السودان ومنطقة أبيي".
أما المؤتمر الوطني فاتهم الحركة الشعبية بالانحياز للانفصال، رغم أن وحدة السودان يفترض أن تظل أولوية الطرفين، حسب ما جاء في بيان له أمس. كما اتهمها بالانحياز للانفصال "لفشلها في تحقيق العلمانية بالعمل المسلح والانتخابات الحرة".
ويقول محللون كثيرون: إن الجنوبيين سيختارون على الأرجح الانفصال.
لكن مسئولين جنوبيين حذروا من أنهم قد يعلنون ببساطة الاستقلال إذا أجلت عملية التصويت، وهو خيار محفوف بالمخاطر بسبب كثرة القضايا العالقة.
وبالتزامن مع استفتاء الانفصال ينظم استفتاء آخر في أبيي الغنية بالنفط ليبت سكانها في أمر الانضمام إلى الشمال أم الجنوب.
ويقول الناشطون المنضوون في "حملة السودان 365" -التي تضم فيمن تضم هيومن رايتس ووتش وتحالف "أنقذوا دارفور"-: إن الوضع يتدهور إلى درجة بات معها تجدد الحرب الأهلية محتملاً ولو نظم الاستفتاء في موعده.
ودعت الحملة الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر ودولا أخرى دعمت اتفاق السلام في 2005م -الذي نص على تنظيم الاستفتاء- إلى ممارسة سياسة الضغط والتحفيز لحمل الأطراف السودانية "على البحث عن السلام لا الحرب".
التعليقات
إرسال تعليقك