ملخص المقال
من الشياطين التي لا تصفد في رمضان حيث إن شياطين الجآن تصفد في رمضان، ولكن من لنا بشياطين الإنس الذين تفلتوا من كل قيد وتحللوا من كل رباط
إن الشياطين تصفد في رمضان ولكن من لنا بشياطين الإنس الذين تفلتوا من كل قيد وتحللوا من كل رباط.. لقد ظهر شياطين مردة وأبالسة فجرة يستحي إبليس من فعالهم ويتعلم الشيطان وجنوده منهم، ظهروا على المسلمين عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة يبشِّرون ببرامج خلابة ومشاهد جذابة يعدونهم ويمنونهم بما سيقدمون لهم من أغنيات ماجنة ورقصات آثمة وأفلام ساقطة، ولا يستحون حينما يتبجحون فيقولون للناس: إن ذلك بمناسبة رمضان المبارك، وأيُّ بركة وقد برك إبليس على قلوبهم، وجثم الباطل على صدورهم، وعشعش في ثنايا نفوسهم وأعماق حياتهم! {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 72].
وإننا ندعو كل مسلم أن يتقي الله في هذا الشهر الكريم، فوالله لا ينفع إمساك عن الطعام والشراب مع إطلاق للجوارح في هذه المآثم وتلك المخازي، قال r: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ"[1].
وقال r : "لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ"[2]. وقال جابر t: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم"[3].
فلنحذر أيها الأحبة؛ كي لا نكون ممن قيل فيهم {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].
دور وسائل الإعلام
وإننا ندعو وسائل الإعلام في بلادنا أن تحارب هذه الرذائل، وأن لا تجعل منها قدوة، وأن تعمر أوقاتها بما يتناسب مع هذا البلد الطيب والمجتمع المسلم، وأن يكونوا قدوة حسنة وأنموذجًا فريدًا؛ ليديم الله علينا أمننا وأماننا وأنسنا ورخاءنا. نسأل الله أن يحفظهم من كل سوءٍ، وأن يقيهم من كل مكروه. ولنعلم أن الذي يمكث في الأرض هو ما ينفع الناس، وأما الزبد فيذهب جفاء، قال سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
ألا فاتقوا الله إخواني الكرام، وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر المبارك؛ فإن لله نفحاتٍ، من حرمها حُرِم خيرًا كثيرًا، وأبشروا بقول المصطفى r في الحديث القدسي: "لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"[4].
اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحًا ومغنمًا، وأوقات البركات والنفحات لنا إلى رحمتك طريقًا وسلمًا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات
إرسال تعليقك