ملخص المقال
كان سلجوق بن دقاق كبير السلاجقة الذين ينحدر أصلهم من إحدى القبائل التركية، كان والده وزيرًا لملك الترك، وبعد موته خلفه سلجوق فأطاعه أفراد القبيلة
كان سلجوق بن دقاق كبير السلاجقة الذين ينحدر أصلهم من إحدى القبائل التركية، وكانت منازلهم في بلاد كشغر الواقعة في غرب بلاد الصين، كان دقائق والد سلجوق كبير قبيلته، ووزيرًا لملك الترك بيجو، وبعد موته خلفه ولده سلجوق في رئاسة القبيلة وبرزت عليه إمارات النجابة والنباهة فقربه بيجو وعينه قائدًا للجيش فأطاعه أفراد القبيلة وانقادوا له.
وإِثْرَ مَكِيدَةٍ دُبِّرَتْ لَهُ فِي بَلَاطِ مَلِكِ التُرْكِ "بِيجُو" اضْطُرَّ قَائِدُ الْجَيْشِ سُلْجُوقُ بْنُ دُقَاقَ فِي عَامِ (970 مِيلَادِيًّا= 359 هِجْرِيًّا) إِلَى الْهِجْرَةِ بِقَبِيلَتِهِ مِنْ مَوْطِنِهَا الْأَصْلِيِّ فِي غَرْبِ الصِّينِ فِي اتِّجَاهِ الْغَرْبِ بَحْثًا عَنْ مَأْوًى جَدِيدٍ؛ (عدد القبيلة 500 تقريبًا رجالًا ونساءً وأطفالًا. 100 رجل وفرس تقريبًا، و50 ألف شاة)
وَذَلِكَ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ اقْتِرَابِهِ مِنَ السَّبْعِينَ مِنْ عُمُرِهِ (عمره 67 سنة)!
وَصَلَ سَلْجُوقُ بِقَبِيلَتِهِ إِلَى مَدِينَةِ جَنْدٍ فِي وَسَطِ آسِيَا بِالْقُرْبِ مِنْ نَهْرِ سِرْدَرْيَا (سَيْحُون)، وَأَعْجَبَتْهُ الْمَرَاعِيَ هُنَاكَ فَقَرَّرَ الاسْتِقْرَارَ بِهَا. (كازخستان الآن)
جَاءَ اسْتِقْرَارُهُ إِلَى جِوَارِ الدولة السامانية الْمُسْلِمَةِ الَّتِي كَانَتْ تُعَانِي صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً فِي مُوَاجَهَةِ أَعْدَائِهَا مِنَ الدُّوَلِ الْمُحِيطَةِ.
أُعْجِبَ سَلْجُوقُ بِالْمُسْلِمِينَ، وَأَخَذَ فِي عَامِ (985 مِيلَادِيًّا= 375 هِجْرِيًّا) قَرَارَهُ الْأَعْظَمَ فِي حَيَاتِهِ بِتَرْكِ الْبُوذِيَّةِ وَاعْتِنَاقِ الْإِسْلَامِ (عمره 83 سنة تقريبًا).
أَسْلَمَتْ قَبِيلَتُهُ كُلُّهَا مَعَهُ، وَصَارَتْ مُنْذُ أَيَّامِهَا الْأُولَى فِي مَوْطِنِهَا الْجَدِيدِ مِنَ الْقَبَائِلِ الْمُجَاهِدَةِ. دَفَعَتْهَا هَذِهِ الرُّوحُ إِلَى الدِّفَاعِ عَنِ الدَّوْلَةِ السَّامَانِيَّةِ ضِدَّ أَعْدَائِهَا مِنَ التُّرْكِ الْوَثَنِيِّينَ ابتداءً من عام 992 م (382 هجرية)؛ مِمَّا أَكْسَبَ الْقَبِيلَةَ الْجَدِيدَةَ -الَّتِي صَارَتْ تُعْرَفُ بِالسَّلَاجِقَةِ- احْتِرَامَ وَحُبَّ الْمُسْلِمِينَ فِي وَسَطِ آسِيَا.
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُسَاعَدَاتِ السَّلَاجِقَةِ فَإِنَّ السَّامَانِيِّينَ كَانُوا فِي أَيَّامِهِمُ الْأَخِيرَةِ، فَانْهَارَتْ دَوْلَتُهُمْ فِي سَنَةِ (999 مِيلَادِيًّا = 389 هِجْرِيًّا)،
دَارَ نِزَاعٌ كَبِيرٌ فِي الْمِنْطَقَةِ بين الدولة الغزنوية والدولة الإيلخانية بُغْيَةَ تَقَاسُمِ أَرْضِ السَّامَانِيِّينَ. اسْتَغَلَّ سَلْجُوقُ هَذِهِ الْفَوْضَى السِّيَاسِيَّةِ وَبَدَأَ فِي التَّوَسُّعِ فِي أَرَاضِي السَّامَانِيِّينَ، خَاصَّةً فِي الشَّمَالِ الشَّرْقِيِّ لِبُخَارَى.
فِي حَوَالَيْ عَامِ (1009 مِيلَادِيًّا= 399 هِجْرِيًّا) تُوُفِّيَ سَلْجُوقُ بْنُ دُقَاقَ عَنْ عُمُرٍ يُنَاهِزُ الْمِائَةَ وَسَبْعَ سِنِينَ (عاش في الإسلام 24 سنة)
تَارِكًا وَرَاءَهُ أَوْلَادًا وَحَفَدَةً تَوَسَّعُوا فِي الْمِنْطَقَةِ
وترك من الأولاد الأحياء: أرسلان وميكائيل وموسى. ومن هؤلاء الأولاد وأعقابهم نشأت الدولة السلجوقية: حفيد ميكائيل هو طغرل بك المؤسِّس الحقيقي لدولة السلاجقة.
وَأَسَّسُوا دَوْلَةً حَضَارِيَّةً عَظِيمَةً ضَمَّتْ فِي حُدُودِهَا أَمْلَاكًا لِعِدَّةِ إِمْبِرَاطُورِيَّاتٍ ضَخْمَةٍ؛ مِثْلَ: الدَّوْلَةِ الْغَزْنَوِيَّةِ، والسامانية والبويهية، والعباسية، والبيزنطية،
مدة 270 سنة وذلك من سنة 419 إلى سنة 699 وقد تفرع منها فروع:
بعضها من أصل آل سلجوق: وهي الفروع التي حكمت في كرمان وحلب ودمشق وبقية بلاد الشام والعراق وكردستان وآسيا الصغرى المعروفة بالأناضول وهي أطول الفروع عمرا.
وبعضها متفرع عنها من مماليكها ووزرائها وهي عشرون فرعا أشهرها: الفرع الزنكي، والأرتقيّة حكام ماردين وديار بكر، والخوارزمية.
وهم السبب في أسلمة آسيا الصغرى، وتغيير التركيبة السكانية فيها، وذلك قبل العثمانيين، وتحوُّلها لاحقًا إلى تركيا المسلمة[1].
[1]انظر: العماد الأصبهاني: تاريخ دولة آل سلجوق، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1424هـ= 2004م، ودكتور محمد عبد العظيم يوسف أبو النصر: السلاجقة تاريخهم السياسي والعسكري، الطبة الأولى، 2001م.
التعليقات
إرسال تعليقك